mercredi 7 septembre 2011

القول الفصل في قضية القرودة




ألِفنا في المدّة الأخيرة تناحر بين إخوان فرقاء ممثلين في المؤسستين الأمنية و العسكرية، فتارة تراشقوا بالتّهم و تنابزوا و حاول كل فريق شراء صكّ عذارة على حساب الرفيق، و قالوا نحن الوطنية نحن الكرم نحن الجيش أصحاب الهمم، هم البوليس أزلام إبليس، أصحاب مكر و أداسيس، 

و تارة لعبوا ورقة التضامن و قالوا ما نحن للقناص بالحواضن، لم يولد مِنّا و لم يرضع فينا، تاريخنا و مُضارِعُنا سالم، أبنائنا الطرهوني و سيك سالم، إخوان رُبّوا على نفس الأنامل، السبسي أبونا، و من إرتضاه لنفسه ربيبا قلنا ذاك أخونا،

فصرف عنهم السبسي الوزير فرحات مشيرا اليهم: أنتم أسود و لا أولِّي أمركم إلا الأسود،   

و إذ علمنا أن الشعب التونسي شاهد القناصة و علم أن لا بد يكون لهذا المولود من نسب في هذا الوجود و لم يُبعث عبثا لحصد الحشود، عبس القوم و قالوا نستحلفكم بإسم المعبود أن لا تظلمونا و تمهلونا نأتيكم بشهود، أتى أبوهم في الساعة و قال القناصة إشاعة و شهد مبرئا الجماعة، فإنفضّ الشعب من حولهم و إنصرف قائلا في الصومال مجاعة و إستدرك مضيفا العروشية فزاعة و السلفية وَداعة، أتتنا الثورة الليبية ستغرقنا بالعطايا و نصبح في دعة، 

جبن القوم و قالوا ما لنا و تقفِّي القناصة، ليعودنّ علينا هذا الصنيع بالوبال و الخصاصة، ما مخرجنا يا أولي الألباب؟ وقف بضع من القوم و نطقوا على لسان الحاكم، و أفتوا في شأن القناصة بجواز حكم الإشاعة، و قالوا نشهد للأسود بالعذارة و نحلف آنّا رأينا غشاء البكارة،  و قالوا أمّا أبوهم فبعلول الصحراء، و أما أمهم فعذراء،

و في يوم مشهود إنتفض الأسود، 

أرغى أبوهم السبسي و أزبد، قال أنا ربكم الأعلى، و صرخ ويحكم يا قرود، أ ضننتم أنكم أسود، أنا سبسي الخلود، مالي لا أرى القوم سجود، جُلتُ الكون ثلاثا، و لم أسمع للإعلام سوى تسجيل دوراتي الأرضية و لم يتبعوني أبعد من بلاد الهنود، يا إعلام الجحود حيّ على السجود، أ لم نأويكم يوم قصفنا بعلول و أردَينا الطرابلسية فُلول، دُقّوا البنادير و الطبول، 

خرج الشعب ملتحمين بالأسود الجسارى، فرَدُّوهم و قالوا خسئتو نحن قرود عذارى، الليلة نتبرّج و غدا نعود في عيون أبينا غزلان، و إن رضي عنا خصّنا قدر الأسود،

فعجب القوم و ولّو قائلين... إنهم قرود